غير مصنف

وُلد دون كفين وقدمين ويقود التروسيكل بقنا.. عادل الإمام: “نفسي في وظيفة حكومي الناس بتخاف تركب معايا” (صور وفيديو)

سمر مكي

 

حياة مريرة يعيشها الشاب «عادل إمام» ابن محافظة قنا ليس لإعاقته الصعبة بولادته دون كفين أو قدمين فقط بل الأكثر وجعًا عليه نظرات المجتمع له والتنمر عليه في كل مرة يحاول التأقلم مع إعاقته ويخرج للعمل والاعتماد على نفسه، لم يظهر حزنه وحسرته على حالته سوى داخل غرفته خوفًا على مشاعر والدته التي كانت بجانبه طوال الوقت وجاهدت حتى علمته القراءة والكتابة بعد رفض مدارس قريته التحاقه بها كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

قال «عادل إمام» أنه يبلغ من العمر 21 عامًا، ابن قرية أولاد عمرو التابعة لدائرة مركز قنا، وُلد دون كفين ورجل وقدم، يستخدم رجل صناعي للمشي بها، منذ طفولته يحاول الخروج للعمل لمساعدة والده في توفير مستلزمات إخوته، ولكن ما يقابله من التنمر على إعاقته تجعله يتوقف ويعود مرة أخرى لغرفته ويحبس نفسه أيام طويلة حتى لا يراه أحد، ظل هكذا حتى تخطى ال 15 عامًا وقرر حينها بأن يتحدى إعاقته وأن لا يستسلم لنظرات الآخرين إليه.

 

وأضاف «عادل الإمام » في هذه اللحظة كان قد أنهى تعلمه القراءة والكتابة على يد والدته لأن مدارس قريته رفضت التحاقه بها نظرًا لإعاقته الصعب التعامل معها، والمدارس الخاصة بحالته تبعد عنه كثيرًا وتحتاج مرافق ومواصلة خاصة وذلك يشكل عبء على أسرته لدخلها المتوسط، لذا قرر أن يحرم نفسه من التعليم والحصول على شهادة ودفن حلمه الذي كان يتمناه منذ طفولته بأن يصبح مُعلمًا ويخرج أجيال مثقفة من تحت يديه، موضحًا أنه لم يستغرق وقتًا طويلًا مع والدته وكان قد أتقن الكتابة والقراءة لذكائه الشديد ورغبته في التعليم وأن يصبح مثل إخوته الأصغر منه.

قرر ابن قنا بعد ذلك النزول للشارع والبحث عن عمل يستطيع منه الحصول على دخل يكفي مصروفاته الشخصية لكنه كل الأبواب أُغلقت أمامه ورفض الجميع العمل معهم نظرًا لإعاقته، لكنه لم يستسلم أيضًا ولجأ إلى تعلم قيادة التروسيكل حتى أيقنها في وقت وجيز مستخدمًا كوعه فقط كونه دون كفين، وطلب من والده المساعدة في شراء تروسيكل خاص به لنقل الركاب، وحسب تفكيره بأن هذه الخطوة سوف تنهي مأساته لعدم حاجته إلى أحد بعد ذلك وسوف يتمكن من توفير مصدر رزقه بذاته ويتكفل بمصروفاته لتخفيف العب من على عاتق والده.

 

وتابع «عادل إمام» أنه لم ينجح في مشروعه واستمر معه 6 أشهر فقط وقرر بيع التروسيكل بسبب خوف المواطنين منه وعدم الركوب معه والتنمر عليه، وآخرين كانوا يهابونه تحسبًا لوقوع حادث بهم أثناء القيادة لذا يرفضون الاقتراب منه، وحاليًا لا يعمل أي شئ يجد نفسه عاجز من كل الاتجاهات، كل أمنيته في الحياة إيجاد عمل مناسب لإعاقته.

 

وذكر أيضًا أنه لجأ بشكوته لمكتب خدمة المواطنين بديوان عام محافظة قنا، لتوفير فرصة عمل مناسبة له، ولكن كان الرد بالعمل في قطاع خاص، فرفض لأن لا أحد يستطيع تحمل إعاقته ومن يتحمله شهر لا يتحمله الآخر، لذلك يطالب من اللواء أشرف الداودي محافظ قنا ومسئولي التضامن والقوى العاملة بتوفير فرصة عمل له بمؤسسة حكومية تساعده على تولي مسئولية نفسه دون تشكيل عبء إضافي على أسرته المتوسطة الدخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى