الإعاقة ليست بالجسد… «محمد» جسمه زجاجي تميز بصوته الملائكي في القرآن ويحفظ 200 طفلًا بقريته في قنا (صور وفيديو)
سمر مكي
لم يستسلم محمد كالبعض إلى حالته المرضية وأنه أصبح من فئات ذوي الهمم في وقت مبكر جدًا، بل استكمل مسيرته كأنه لم يواجه أي صعوبات من قبل فقد صمم على إنهاء دراسته وحفظ القرآن كاملًا بل افتتح مجموعات عديدة لأطفال قريته بمختلف الأماكن لتحفيظهم القرآن، اشتهر بالشيخ لصوته العذب في قراءة القرآن الكريم، أثبت للجميع أن الإعاقة ليست في الجسد رغم الصعوبة والمأساة التي تواجهه في التنقل من مكان لآخر إلا أن عزيمته في تحقيق حلمه والتصدي للإعاقة التي هاجمته في طفولته كانت أكبر.
هو «محمد علي»، 30 عامًا، حاصل على معهد القراءت الأزهري، مقيم بقرية كوم بلال، مركز نقادة، غرب محافظة قنا، أصيب عقب ولادته بمرض وراثي أوقف نمو قدميه وذلك منعه عن الحركة مدى الحياة، رغم ذلك لم يستسلم حتى أصبح من أشهر أفراد قريته ميزه في ذلك صوته الملائكي في قراءة القرآن ودعمه للأطفال في حفظه فكان يلتف حوله أكثر من 200 طفلًا على مدار اليوم.
قال «محمد» خلال لقائه مع «الصعيد لايف»، بأن الإعاقة في الروح فمن يريد النجاح فليصارع من أجله، فمنذ مرحلة طفولته حتى بداية الشباب، وهو يصارع من أجل العلاج مع متابعة دراسته وحفظه للقرآن، لم يوقفه شئ ولكن كان لديه أمل بالشفاء لذا أجرى عدة عمليات جراحية حتى يتمكن من الحركة إلا أنها لم تؤثر عليه، فلفت إلى الجوانب الأخرى في حياته لاستكمالها.
وأضاف «ابن نقادة» أن قصته مع القرآن الكريم بدأت عندما كان طفلًا ويردد بعض الأغاني التي كان يسمعها حوله، فنصحه أحد أقاربه بأن صوته جميل وعليه أن يستغله في القرآن، لم يتردد لحظة وطلب من أسرته تحفيظه القرآن، فقد كان يحفظه من وسائل عديدة حتى ختمه في وقت وجيز، وبعد خطوة القرآن الكريم تمكن من إنهاء دراسته وحصل على شهادته من “معهد القراءت” ولكن لظروفه الصحية لم يجد العمل المناسب له داخل قريته ولكن لم يتوقف؛
وتابع «محمد» أنه قرر بملأ وقت فراغه بنشر الأمل وزرع الخير في أطفال قريته كوم بلال، فكون مجموعات صغيرة في البداية لتحفيظهم القرآن الكريم داخل منزله، دون مقابل، حتى اشتهر لكل أهالي مركز نقادة ليس القرية فقط، واستعانوا به الشيوخ للتحفيظ داخل الكتاتيب بمقابل رمزي، فأسعده ذلك وجعله يشعر بأن حلمه يتحقق وسوف يكون سببًا في نشأة أطفال قريته على القرآن الكريم، فقد وصل عددهم أكثر من 200 طفلًا في مختلف المجموعات التي كان يشكلها للتحفيظ لهم ومن هنا جاءت شهرته ب «الشيخ محمد».
وختم «الشيخ محمد»، حديثه بأنه يتمنى بالحصول على وظيفة مؤذن بمسجد قريته، كونه لا يستطيع فعل شئ آخر وقريب من منزله لا يحتاج منه حركة، لذلك يوجه طلبه إلى اللواء أشرف الدوادى، محافظ قنا، ووكيل وزارة الأوقاف في مساعدته ليصبح مؤذن داخل المسجد نظرًا لظروفه الصحية.