محافظاتمقالات

شغالة بقوة 100 راجل لخبز العيش الشمسي ونصف سيدات القرية معها.. “أم سمر” تركها زوجها من 20 سنة فأصبحت أشهر سيدة في قنا.. ربت 5 بنات من عرق جبينها (صور)

سمر مكي

الست الجدعة تسعى وتكافح لتربية عيالها”.. بتلك الكلمات عبرت السيدة «أم سمر»، صاحبة الـ57 عاما، عن رحلة كفاحها التى تزيد عن الـ30 عاما، بعدما عانت فيها وحيدة دون سند ليس لها أحد سوى الله بداية من طلاقها من زوجها في ريعان شبابها تاركا لها 5 بنات أصغرهم كانت ما زالت رضيعة، وأصبحت مسئولة عنهن دون أي مصدر للدخل وبدأت رحلة كفاحها رافضة كل محاولات المحيطين بها لإقناعها بالزواج لتواصل رحلتها مع طفلاتها، حتى أصبحوا فتايات وتمنكت من تزويجهن.

رحلة كفاح عصيبة خاضتها السيدة «أم سمر» بدأت عقب طلاقها، بعد أن تركها زوجها دون مصدر دخل، خاصة أن ظروفه الإقتصادية كانت صعبة، فاضطرت للعمل في صناعة العيش الشمسي لأهالي منطقتها في قرية الخطارة مركز نقادة، غربي محافظة قنا، ظلت تنتقل من حوش لآخر تبني الأفران البلدي من الطين التي تستخدمها في صناعة الخبز، حتى أصبحت أشهر سيدة تصنع العيش الشمسي في قنا وشغلت معها نصف سيدات قريتها.

قصة أم سمر أشهر صانعة عيش شمسي في قنا

قالت «أم سمر» خلال لقائها مع “الصعيد لايف” أن نظرتها لبناتها وهي قليلة الحيلة لا تملك جنيه واحد بعد انفصالها عن زوجها كانت السبب في مسيرتها التي لم تكن هينة عليها حيث بدأت في صناعة العيش الشمسي، من أعلى سطح منزل والدها ثم لجأت إلى مكان أوسع حوش جيرانها استمرت به حتى طلبه منها للبناء وظلت هكذا سنوات تتنقل من حوش لآخر بعجينها وأفرانها الطين حتى تمكنت من شراء قطعة أرض وقامت ببنائها من عرق جبينها وأسست بداخله مشروعها الذي جعلها أشهر سيدة في محافظة قنا.

وأضافت صانعة العيش الشمسي، أن يومها يبدأ قبل الفجرية تسيقظ تجهز الدقيق وتقوم بالعجين بمفردها حتى آذان الفجر تصلي ويقبلون عليها سيدات القرية لإكمال بقية المراحل مشيرة إلى أنه في بداية طريقها كانت تعمل بمفردها وتعجن بيديها ولكن بعد انتشار مشروعها وشهرتها قامت بشراء عجانة كهربائية واشتغل معها أكتر من عدد كبير من السيدات والفتيات ومنهن من يتعلم المهنة وتفتح مشروع خاص بها من خلالها.

ما زالت السيدة «أم سمر» متمسكة بالأفران البلدي من الطوب اللبن كونها تجعل الخبز طعمه أحلى رغم مشقتها والمعاناة التي يعشونها معها في تسخينها خاصة في فصل الصيف ودرجة الحرارة المرتفعة وتبقى أمامها طوال النهار يوميًا لم تقفل باب منزلها نهائيًا طوال رحلتها بل دائمًا مفتوح كأنه هايبر كبير “الناس داخلة طالعة” وأمام منزلها الأطفال والرجال يقفون بالساعات منتظرين خروج العيش الشمسي من الفرن لم ينتظروا تبريده.

وذكرت صانعة العيش الشمسي في قنا، أنها لم تقم ببيع الخبز إلى المحلات بل يتم بيعه من داخل منزلها وعقب خروجه من الفرن مباشرة من كثرة الإقبال عليها فالسيدات يطلبن منها ليس فقط من داخل قريتها بل توصل الأمر أن لها عملاء في مراكز أخرى بعيدة عنها وفي الأفراح الأهالي يقدمون لها أجولة الدقيق مقابل صناعة العيش المحدد لهم في أي مناسبة.

 

“أنا مبسوطة ببناتي اللي حسنوني وبشغلي اللي خلاني محبوبة من الناس وصديقة للكل” هكذا ختمت السيدة «أم سمر» حديثها وأن ما وصلت إليه حاليًا نساها كل الأيام القاسية التي كانت تنام فيها والدموع تملأ عينها على حالها فأكتر شئ يسعدها الآن لمة الناس من آذان الظهر تبدأ أمام منزلها منتظرين خروج العيش التي قامت بصناعته من آذان الفجر وشغل السيدات المتفرق مجموعة في تقطيع العيش وأخرى في التقليب وتجهيز القش وتسخين الفرن وتحويله في الشمس حتى ينتهي يومها في الخامسة مساءً وهكذا تكون حياتها يوميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى