محافظاتمقالات

“فاطمة شالت حمل 6 بنات بدري”.. رحلة سيدة قنائية مع بناتها حتى التعليم الجامعى من بيع الجبن والسمن بالأسواق.. زوجها تُوفي أثناء عمله وهي في العشرينات (صور)

سمر مكي

“فاطمة شالت الحمل بدري” سيدة قنائية لا تعي شيئًا في الدنيا سوى تجهيز الطعام لأسرتها مثل ستات قريتها، فجأة يدخلون عليها بجثمان زوجها الذي لقي مصرعه أثناء عمله في المعمار سقط من أعلى سقالة بالقاهرة وهي لم تكمل ال28 عامًا، تاركًا لها 6 بنات الصغرى كان عمرها عام ونصف، دون ميراث أوظيفة أو شهادة.

كانت “ابنة قنا” قليلة الحيلة والصدمة سيطرت عليها أيام لكنها لم تطول لتفوق على الحمل الثقيل الذي ينتظرها بناتها، كافحت بشتى الطرق وكانت لها رحلة معافرة غير مسبوقة في الأسواق لبيع الجبن والسمن الذي تصنعه بيدها من الجاموسة حتى رأت بناتها نماذج مشرفة جمعيهن كليات قمة.

قصة فاطمة ربت 6 بنات من الجبن والسمن

التقى “الصعيد لايف” بالسيدة فاطمة دندراوي، 55 عامًا، ابنة قرية المراشدة، مركز الوقف شمالي محافظة قنا، للتعرف على قصة كفاحها التي تملأ المشقة كل سطر فيها ورغم ذلك لم يحالفها الحظ للتقديم في مسابقة الأم المثالية على مستوى الجمهورية لعدم اكتمال الشروط على حالتها بإنجاب 6 أبناء، لكن بناتها رسمن الفرحة على وجهها بترشيحها في مسابقة الأم المثالية بإحدى مبادرات محافظة قنا ردًا لجزء من جميلها.

بدأت رحلة كفاح “فاطمة” منذ 23 عامًا، عندما تُوفي زوجها ونظرت لبناتها نظرة الخوف والفزع عليهن من ضربات الزمن، وقررت أن ترسم طريقهن أمامها وأن تحرص تعليمهن حتى التخرج من الجامعة وذلك بعد رؤية نفسها منكسرة ولا عمل مد يده لها وهي أمية، في ذلك الوقت لم يكن أمامها سوى شراء جاموسة بمساعدة شقيقها وقامت بتربيتها بالذهاب للزراعات البعيدة على رجليها لتوفير أكل لها حتى أصبحت تنتج منها الجبن والألبان والسمن وتبيعه في الأسواق ذلك كان مصدر دخلها الوحيد طوال السنوات الماضية.

قالت “ابنة قنا” أنها كانت تسيقظ يوميًا الساعة الخامسة فجرًا تحلب الجاموسة وتجهز الجبن والسمن وتذهب به إلى السوق رحلة قضتها كعب داير بين الأسواق كل يوم قرية مختلفة لتنتهي من البيع وتشتري متطلبات بناتها وتعود إلى المنزل ليبدأ عملها الثاني في مراعاتهن أثناء المذاكرة وتوفير سبل الراحة لهن وعدم ضغطهن في أي شئ حتى نجحت الابنة الكبرى “منى” في الثانوية العامة ورفضت الالتحاق بالجامعة لعدم ضغط والدتها والتحقت بمعهد فني تجاري والعمل مشرفة في سكن بنات بذات الوقت للمساعدة في مصروفات شقيقاتها.

“منى كانت الأم التانية لإخوتها” بهذه الكلمات وصفت السيدة فاطمة ابنتها الكبرى التي حرمت نفسها من الدروس الخصوصية والالتحاق بالجامعة ليس ذلك فقط بل أجلت زواجها رغم أنها كانت مخطوبة وزوجت شقيقتها الأصغر منها ثم تزوجت ومنذ التحاقها بالمعهد وهي تعمل لم تنقطع حتى بعد زواجها تعينت في وظيفة حكومية وتساندني في مستلزمات شقيقاتها فتخرجت الأصغر منها من كلية الخدمة الإجتماعية ويليها أمل من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية والرابعة من كلية تربية عام والخامسة والسادسة من كلية الإعلام إحداهما حصلت على المركز الثاني على دفعتها وكانت تنتظر تعينها معيدة لكن لم يشاء القدر.

وأنهت السيدة فاطمة حديثها بأنها سعيدة ببناتها رغم انتقاد الجميع لها بعدم قدرتها على مصروفاتهن وصممت على تعليمهن وقابلت منهن كل الخير والعرفان بالجميل وعدم تحملها فوق استطاعتها، مشيرة أنها زوجت 3 من بينهن واثنين مخطوبين، وتطالب بالنظر إلى منزلها المبني من الطوب اللبن وآيل للسقوط لم تسعى لبنائه للتفكير في مستقبل بناتها وحلمها تزور النبي وتؤدي مناسك العمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى