محافظاتمقالات

“من الذاكرة”.. حكاية الشهيد باسم فكري ضحية رصاصات الغدر وأبكى قنا سنوات.. كان يختم القرآن أكثر من مرة في رمضان ورحل إلى ربه مبتسمًا”

سمر مكي

يتميز شهر رمضان الكريم باللمة والمزاح والبهجة على موائد الإفطار، وهذا ما حُرمت منه أسر شهداء الشرطة والجيش في أنحاء الجمهورية، خاصة محافظة قنا بعد أن خيم الحزن على كثير من الأسر، لرحيل شهداء عن عالمنا في سن مبكر برصاصات الغدر سواء على يد الجماعات الإرهابية أو الخارجين عن القانون في الحملات الأمنية من بين هؤلاء أسرة الشهيد باسم فكري، الذي حُزنت عليه محافظة قنا بأكملها.

حكاية شهيد أبكى محافظة قنا سنوات

الشهيد “باسم فكري” ذلك الضابط الذي حزنت عليه محافظة قنا بأكملها سنوات الذي أبكى الصغير والكبير ليالي طويلة على فراقه، أصاب رحيله وجعًا مستمرًا لكل شخصًا كان مقربًا منه، الضابط الذي ودعته عشرات الآلاف من الأهالي في جنازة مهيبة غير مسبوقة لمثواه الآخير، الذي جاهد أهالي محافظة قنا بعد ساعات من استشهاده لتخليد اسمه أبد الدهر ومناشدة عاجلة لوزير النقل بإطلاق اسمه على محور “قوص_نقادة” الذي يضم 15 كوبري ويعتبر طفرة تنموية حقيقية للمحافظة ليكون محور الشهيد باسم فكري وقد كان ليصبح اسمه حيًا نردده مدى الحياة.

لقاء خاص مع أسرة الشهيد باسم فكري في قنا 

التقى “الصعيد لايف” مع الأسرة للتعرف على حياة الشهيد “باسم فكري، رئيس مباحث قوص، الذي استشهد في حملة مطاردة أمنية مع الخارجين عن القانون وهو في عمر ال35 تقريبًا، من شهر أكتوبر عام 2019 في مركز قفط جنوبي محافظة قنا، تاركًا طفله الوحيد الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 3 أعوام، في شهر رمضان مع أسرته وكيف كان يقضيه معهم؟ والعادات الثابتة الذي كان يحرص على تنفيذها في شهر رمضان؛

“ربنا يصبرنا ويربط على قلوبنا”.. بهذه الكلمات روت الدكتورة سارة الخطيب محطات من حياة زوجها الشهيد الرائد باسم فكري قائلة:”فراقه صعب تحمله، ولكن بستقوى عندما أنظر إلى ابننا “سليم” الذي أصبح عمره 7 أعوام حاليًا، ويتذكر مواقف كثيرة مع والده والخروج معه لشراء الألعاب، ودائمًا يحكي لزملائه عن بطولات والده وفخره واعتزازه به وصورة لا تفارقه وحنون جدا ويحب أقاربه مثل الشهيد

حياة الشهيد باسم فكري في شهر رمضان

ووصفت “الخطيب” زوجها بأنه كان ملاك يمشي على الأرض، حيث كان يعيش حياته العادية كأي ضابط شرطة معظم وقته في الشغل وإجازته أسبوع يقضيه ما بين شقيقاته وأقاربه جميعًا يسأل عنهم ويزورهم كل أجازة ومع ابنه الذي كان حنونًا لأبعد الحدود معه كان يتعامل معه طفل مع طفل، كانت روحه فيه ومتعلقًا بشده به يهتم بشراء الألعاب له بصفة مستمرة ويلعب معه، كان حريص أيضًا على مساعدة أي شخص يلجأ له.


وأضافت “زوجة الشهيد” أنه كان يهتم بالصلاة في وقتها وقراءة ورد من القرآن بعد كل صلاة في الأيام العادية بينما في شهر رمضان كان يختم القرآن الكريم أكثر من مرة ويصلي التراويح بإنتظام ولحظة الإفطار كان يحب اللمة والمزاح مع كل أفراد أسرته كان يصنع جو يملأ قلوبهم بالفرحة، مُشيرة بأن شربة العدس وصينية البطاطس بالفراخ كانت من الأكلات المفضلة للشهيد خاصة في رمضان وكانت تحرص على تجهيزهم له بصفة مستمرة.

رسالة مؤثرة تقشعر لها الأبدان وتدمع لها الأعين نعت بها الدكتورة “سارة” زوجها الشهيد باسم فكري لحظة استشهاده قائلة: أنا و باسم تقابلنا فى أول فبراير 2014، وتزوجنا فى 5/3/2015، يوم استشهادك في عام 2019 جاءتني مكالمة تليفونية أن زوجى فى مستشفى قفط فى الثامنة مساء، لم ادرى كيف ذهبت هناك و انا فى قمة انهيارى، لأجد أنه استشهد، كم كان المشهد قاسياّ صممت أن لا أتركه حتى أشاهده، قبلت يده الشريفة الطاهرة ووجدته متبسمًا و كأنما أدى كامل واجبه و رسالته ف الحياة، الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلاّ لكنى كنت أحتاجك يا باسم، لما تركتنى وحدى مرة أخرى، كنت لى نعم الحبيب و الزوج و الضهر و السند، وداعاّ يا حبيبي، وداعاّ يا رفيقى.

وتابعت اليوم بعد مرور 4 أعوام على رحيله “كان يتمنى الشهادة ويطلبها لكن افتقدنا الشعور برمضان والشعور بأي شئ من بعده فقد كان يمتاز بالنقاء و الطيبة و الحنية و الشهامة و الحب الطيب النقى مالم أكن أتوقع أن هذه الأشياء موجودة فى هذا الزمن، لم يكن كأى ضابط شرطة من طيبته المفرطة، يعلم الله أن ماحدث كاد أن يقصم ضهري.

 

وختمت: الدولة كرمت باسم بإطلاق اسمه على محور “قوص_ نقادة” وعززت طفله بتكريمه من الرئيس السيسي والحكومة ثأرت له بتصفية العناصر الإجرامية المتسببين في استشهاده كل ذلك له أثر طيب بداخلنا.

يُذكر أن الشهيد باسم فكري تعود جذوره إلى مركز قوص، ومقيم بمدينة قنا ، ووالده صيدلي، تزوج الشهيد في 2015، ومعه طفل يبلغ من العمر حاليًا 7 أعوام، ولديه 4 أشقاء بنات، وعمل الشهيد في أكثر من مكان بمديرية أمن قنا، منها تنفيذ الأحكام، و مباحث قفط ونقادة ، حتى أصبح رئيسا لمباحث قوص، وحصل على دكتوراة في القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى