غير مصنف

أشكال وألوان| صحراء قنا تتزين بـ«مسطاح البلح».. سيدات يعملن في الجبال تحت أشعة الشمس من أجل لقمة العيش (فيديو وصور)

قنا: سمر مكي

في منطقة صحراوية تصل درجات الحرارة بها إلى أكثر من 45 درجة، تفترش الأرض مجموعة من سيدات محافظة قنا ملثمين الأوجه، وفي أيديهن قفازات تحميهن من أشعة الشمس الحارقة، حيث يجلسن ساعات طويلة لفرز أكوام من البلح، لتوفير لقمة العيش، كل منهن حكايتها تدمع لها العين شفقة من شدة المعاناة.

مسطاح البلح وسط صحراء قنا 

تتحول صحراء محافظة قنا، سنويًا في نهاية فصل الصيف إلى لوحة فنية مرسومة بأنواع مختلفة من البلح الذي يجففه المزارعون داخل “مسطاح” في أماكن مرتفعة الحرارة، تمهيدا لتوزيعه على باقي محافظات الجمهورية، أو تصديره إلى الدول المجاورة، قبيل شهر رمضان الكريم، حيث تعتبر محافظة قنا من أكثر الأماكن شهرة بالبلح وأنواعه المختلفة.

من داخل مسطاح بلح أجرت “الصعيد لايف” لقاءً مع العاملات فيه وذلك غير متعارف عليه في قنا فالمعتاد دائمًا هذه المهنة تحتاج إلى الرجال لما فيها من مشقة والعمل تحت أشعة الشمس وفي مناطق جبلية، لكن الظروف التي مرت عليهن أنستهن أنفسهن ولم يبقى في تفكيرهن سوى توفير لقمة العيش لأسرهن بداية من رئيستهم ويطلقون عليها “المقاول”؛ في السطور التالية سوف نتعرف على قصة بعض منهن.

سيدات على أكوام البلح في جبال قنا 

قالت السيدة “أم عبير” المقاولة التي تقوم بجمع السيدات، إنها مطلقة ولديها طفلة، وتعمل في مهنة فرز البلح منذ 20 عامًا تحت أشعة الشمس، تستيقظ يوميًا الساعة الثالثة فجرًا لتُيقظ بقية السيدات ويخرجن من منازلهن داخل سيارة غير آدمية متجه إلى جبال قنا حتى يصلوا إلى مسطاح البلح في الخامسة صباحًا يجلسن على أكوام البلح حتى الساعة الثالثة مساءً مقابل أجر لا يتخطى الـ 150 جنيهًا فقط.

وأضافت “أم عبير”، أنها لجأت لهذه المهنة بعد انفصالها عن زوجها ووجدت نفسها بدون دخل ولديها طفلة إضافة إلى لشقيقها المريض ولديه أطفال ولا يوجد مصدر رزق وهي غير متعلمة حتى تجد عمل مناسب لها كإمرأة، لذا لجأت للعمل في الزراعات في نهاية فصل الصيف تجمع الفتيات وتعمل معهن في فرز البلح بينما فصل الشتاء تعمل في جني الخضروات، لم تأخذ راحة قط في حياتها تعودت على الشقاء صيفًا وشتاءً.

سيدات قنا الشقيانة

عندي 3 بنات وزوجي من ذوي الهمم مين هيأكلنا” بهذه الجملة بدأت السيدة حسنية حديثها عن حياتها فهي تعمل في الجبال لتوفير لقمة العيش لأسرتها إضافة إلى أدوية زوجها لم تتركه في محنته بل تنحت في الصخر لتلبية احتياتهم، تستيقظ قبل الفجر وتخرج ملثمة لتجلس ساعات طويلة تفرز البلح.

بينما ذكرت صباح، أنها مخطوبة وعدد أسرتها ليس قليل فلا تتحمل تجهيزها مع ارتفاع الأسعار لذلك خرجت للعمل في الجبال من أجل مساعدة أسرتها في شراء متطلبات زواجها، تظل تفرز في أكوام البلح تحت أشعة الشمس الحارقة وتتحمل ما تقابله في جولتها الصعبة حتى لا تتسبب في ضغط عائلتها حمل جهازها.

وفي هذا الصدد، قال “الحج محمد” صاحب مسطاح البلح، إنه يتاجر في البلح منذ الطفولة وهذه مهنة والده وأجداده لذلك يحافظ عليها فسنويًا في شهر سبتمبر يبدأ في جني البلح ثم نقله في أقفاص إلى الصحراء وفرده للتجفيف يظل 25 يومًا تحت أشعة الشمس ثم تبدأ عملية الفرز وهي استخراج التمور الغير صالح وتعبئته كأكل للمواشي لتبدأ مرحلة التعبئة في أجولة كل نوع بمفرده ويُترك حتى يأتي شهر شعبان لتبدأ مرحلة تفريغ الأجولة وتعبئتها مرة أخرى وتوزيعها لمحافظات وجه بحري استعدادًا لشهر رمضان الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى