غير مصنف

أقدم راعي وقصاص أغنام في صحراء قنا: بكافح من أجل البقاء وبحارب الذئاب بالعصا.. الصوف بعد التطورات مكانه القمامة (صور وفيديو)

قنا: سمر مكي

قبل شروق الشمس يخرج من منزله ممسكًا عصاه النحيفة التي يعتبرها سلاحه الأول في محاربة الذئاب لحماية الأغنام ثم يبدأ رحلة تجوله معهم في الصحراء طوال النهار بحثًا عن مأكولاتهم ويعود بهم إلى مسكنهم قبل غروب الشمس هذا ما يقوم به العم “أحمد العربي” أقدم راعي أغنام بالأجر في قنا منذ طفولته، تلك المهنة التي لحقت بها التطورات وكثرة الصناعات الحديثة بضرر أدى إلى اندثارها تدريجيًا.

أخذت “الصعيد لايف” جولة مع العم “العربي” أقدم راعي وقصاص أغنام في صحراء قرية المراشدة، شمالي محافظة قنا للتعرف على طبيعة يومه الذي يقضيه كاملًا مصاحبًا للأغنام وكأنهم أبنائه يأبى فكرة اختفاء ما اعتاد عليه منذ صغره ويستمر في عمله المتخذه مصدر دخله الوحيد الذي ينفق منه على أسرته المكونة من 6 أفراد.

قصة أقدم راعي وقصاص أغنام في صحراء قنا

قال العم “العربي” من المهن التي لم نجدها كثيرًا اليوم هي “قصاص الأغنام” بدأت تندثر مع غيرها من المهن التراثية التي لاقت كثيرًا من الإهمال حتى اختفائها، هذا يرجع للعصر الذي نعيشه لما فيه من صناعات حديثة وتطورات وذلك كان له تأثير قوي على مهنة “قصاص الأغنام” التي تختفي تدريجيًا بسبب عدم وجود طلب للحاجة إلى الصوف كما كان قديمًا الجميع ينتظر موسم قص الغنم للحصول على الصوف وتحويله إلى مفروشات في المنازل.

وأضاف “قصاص الأغنام” أنه رغم ذلك لا يتخلى عن مهنته التي يعشقها فلا يستيطع العيش خارج الصحراء فاعتاد عليها واعتادت عليه يوميًا يخرج من الساعة السادسة صباحًا لا يعرف المكان الذي يتجه إليه يسير خلف خطوات الأغنام لإشباعهم من زراعات الصحراء حتى نهاية اليوم ثم يعود بهم للمبيت في مسكنهم وينام بالقرب منهم لحراستهم من الذئاب ليلًا.

العربي يحارب الذئاب بالعصا

وذكر العم “العربي” أنه يحارب مخاطر الصحراء بالعصا الصغيرة التي يستخدمها للسيطرة على الأغنام بينما أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف يتجنبها بالخروج مبكرًا والجلوس وسط زراعات البرسيم ورغم درجة الحرارة المرتفعة في قنا فأنه لا يشعر بها بسبب نسمات الهواء اللطيفة في الصحراء وإذا اشتدت عليه يومًا يجلس أسفل ظل إحدى الأشجار.

وأوضح “العربي” أنه يهتم بالأغنام وبنظافتهم كأنهم أبنائه عند بداية موسم القص والذي يكون بداية دخول فصل الصيف يُحضر مقصه القديم الذي لا يريد التخلي عنه ويسنه باستمرار ثم يزيل الصوف من أعلى ظهر الأغنام حماية لهم من درجة الحرارة المرتفعة، لكنه يحزن عندما يلقي الصوف في القمامة أو وضعه أعلى مسكنهم فليس له قيمة الآن.

كفاح من أجل البقاء 

وأشار إلى أن صوف الأغنام قديمًا الجميع كان ينتظره لشرائه وتحويله إلى منتجات ومفارش تستخدم في المنازل وذلك كان يساعده في توفير دخل إضافي أسرته فكل دخله في الوقت الحالي أجره من رعي الأغنام فقط ورغم قساوة وصعوبة ظروف المعيشة إلا أنه لن يتخلى عن مهنته فلا يجيد سواها رغم كثيرًا حوله تخلوا عنها واتجهوا للعمل في مهن أخرى لدخلها البسيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى