غير مصنف

النعش طار بجدتنا.. قصص مرعبة للشقيقتين”زينب وحبيبة” من داخل المشرحة: أول جثث نغسلها ضحايا عبارة السلام 98.. الأجمل جثة سيدة رائحتها مسك كانت تعول أيتام (فيديو وصور)

قنا: سمر مكي

كُتب عليهما مهنة تصعب على كل من يسمعها، حياتهما بدأت برؤية الجثث والأموات والكفن داخل المشرحة وخارجها، لقمة العيش التي لا تأتي لهما إلا بعد رؤية الناس المشوهة والمقطعة أمام أعينهما، رغم صغر سنهما وبشاشة وجههما عاشتا مواقف مرعبة داخل المستشفيات لم يتحملها أحد ولن تنسى من ذاكرتهما مدى الحياة بل وأصبحت تطاردهما في منزلهما فلم يكن في استطاعتهما التخلي عن مهنة أجدادهما بل يحاربون ما يقابلهما بسماع القرآن الكريم.

“زينب وحبيبة” شقيقتين أصغر مغسلتين للموتى في محافظة قنا، لم يتجاوز عمرهما ال35 عامًا، دخلت كل منهما المشرحة في عمر وموقف مختلف عن الأخرى لكنهما كانتا في طفولتهما التي بدأت بمشاهد الرعب من داخل المشرحة وكانت هذه المشاهد مصير حياتهما ومهنتهما التي لا يمكنهما التخلي عنها، التقت “الصعيد لايف” بالشقيقتين للتعرف على قصتهما مع الأموات خاصة في فترة أزمة فيرس كورونا التي أظهرت بطولتهما الحقيقية.

قصة أصغر مغسلتين في قنا

قالت “زينب” الأخت الكبرى أنها كانت طفلة عندما بدأت عملها كمغسلة مع والدتها في مشرحة مستشفى قنا العام وأول جثث لمستها للتغسيل كانوا ضحايا عبارة السلام 98 التي راح فيها أكثر من ألف شخص غريق في مياه البحر الأحمر عام 2006، كان مشهد صعب على أسرتها بالكامل التي قضوا أيام يغسلون في الموتى الغرقى، وبالنسبة لها دخلت مهنة أجدادها بتغسيل أكوام من الجثث كان ذلك الأصعب عليها وذكرى مؤلمة ما زالت محفورة بداخلها.

وأضافت أنها استمرت في موعدها مع مقابلة الموتى يوميًا حتى انضمت إليها شقيقتها الصغرى حبيبة وعندمت لاحظت ظهور كبر السن على والدتها قررت هي وشقيقتها تولي مسئولية تغسيل الموتى داخل المشرحة بالمستشفيات ووالدتهما في حالات الوفيات بالمنازل، وبدأت رحلتهما المليئة بالمشاهد المرعبة والموجعة سويًا.

مواقف مرعبة داخل المشرحة

“النعش طار بجدتنا” من المواقف المرعبة داخل عائلة زينب وحبيبة ما حدث لجدتهما أثناء نومها على النعش خارج المشرحة وفجأة وجدته يطير بها وظلت تصرخ وقتًا طويلًا حتى أغمى عليها من شدة الخوف، بينما زينب الجثة مسكت يدها أثناء تغسيلها ذلك الموقف جعلها جليسة في الفراش أسبوعين مريضة من الفزع، إضافة للأصوات التي يسمعونها داخل المشرحة وتلاحقهما في منزلهما ومناداة، رغم كل ذلك لم تنقطعا عن آداء مهمتهما وواجبهما تجاه الموتى مساندة كل منهما الأخرى.

رائحتها مسك.. البهجة تنبت داخل المشرحة

الشقيقتان: الفرحة والبهجة تنبت في منتصف حياة الموتى التي نعيشها داخل المشرحة، رأينا مشاهد جميلة نراها تؤثر فينا ونتعلم منها؛ كانت جثة لسيدة رائحتها مسك تفوح حولهما فساقهما الفضول السؤال عنها لتعلما أنها كانت تعول أيتام في حياتها وتساعد الفتيات المحتاجين في زواجهم، وموقف آخر لسيدة أثناء تغسيلها دموعها لا تتوقف اتضح أنها تاركة أطفالها بينهم رضيع.

كورونا وقطع صلة الأرحام مع الموتى

كانت فترة فيرس كورونا الأصعب في رحلة تغسيلهما للموتى، فيها شاهدتا الآية القرآنية تتحقق أمام أعينهما “يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه” كثيرين تركوا موتاهم وفروا عنهم دفنهم الغرباء، حالة من الرعب كان الجميع يعيشها خوفًا من الوباء، في ذلك الوقت ظهرت البطولة الحقيقية للشقيقتان لم تتخلى واحدة منهما عن الموتى رغم أن “حبيبة” كانت حامل في شهورها الأخيرة وتنزل المشرحة لمساعدة شقيقتها لكنها كلما رأت جثة لسيدة متوفية بعد ولادتها تتخيل نهايتها مثلها.

سحر داخل الجثث

وختمت “زينب وحبيبة” حديثهما أن والدتهما أعطتهما الدرس لحفظ الموتى وأسراهم لعدم الإباحة بها ورفض أخذ أي شئ ووضعه داخل الجثة مهما تعرضتا لضغط، حيث هناك أناس يضعون أعمال السحر داخل الجثث بغرض أذى الآخرين، لكنهما على العهد في حفظ موتاهم، لذلك تمتاز أسرتهم بحب الناس والسمعة الطيبة لدي الجميع، فطوال الوقت مستعدون للمشرحة ليلًا ونهارًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى