كتب: محمد حسن
في عالم الأدب والصحافة، تُسطّر قصص النجاح بصمتٍ وإصرار، وتُكتب الأحلام بأحرف من ذهب. بين هذه الأسماء البارزة، تبرز نهى محمد، المعروفة بلقب “سندريلا”، التي استطاعت بفكرها المبدع وعزيمتها الراسخة أن تشق طريقها بنجاح في هذا العالم، تاركةً بصمة واضحة في كل خطوة خطتها. في هذا الحوار المميز، تكشف لنا نهى عن مسيرتها الحافلة، وكيف تمكنت من تحويل شغفها إلى إنجازات ملموسة ودعم لا محدود للمواهب الشابة.
وإليكم نص الحوار
_ حدثتِنا عن نفسكِ بشكل أوسع؟
أنا نهى محمد، ولقبي “سندريلا”. وُلدت ونشأت في محافظة المنوفية، وحصلت على بكالوريوس في التجارة، قسم المحاسبة. شغفي بالكتابة بدأ منذ حوالي 19 عامًا، حيث كنت أكتب الأغاني التراجيدية والخواطر والاقتباسات, مع مرور الزمن، بدأت بتحويل قصص أصدقائي إلى قصص قصيرة. في عام 2015، حصلت على المركز الأول في جريدة “إيجيبشيان جارديان” بمقالي الشهير “النفاق لغة حوار”، وهذا كان نقطة التحول في مسيرتي، حيث بدأت أحصد الجوائز في المقالات والخواطر والأغاني والقصص. اختيرت كأفضل كاتبة في الجريدة، ومن ثم تعينت كمراسلة صحفية بفضل تقديمي الحوارات الصحفية بأسلوب مميز. تم تكريمي كأفضل شخصية بالجريدة لعامي 2021 و2022، وأيضًا كأفضل كاتبة لعام 2022 و2023.
_ ما الذي دفعكِ لدعم المواهب؟
هناك العديد من المواهب التي تستحق الدعم، لكنها كانت غائبة عن الساحة. شعرت بضرورة منح هؤلاء الموهوبين فرصة للظهور وتقديم الدعم الذي يستحقونه.
_ من أين جاءت فكرة “اتحاد المواهب”؟
الفكرة بدأت من إسلام محمد، وهو من اقترح تأسيس المبادرة. أحببت الفكرة وقررنا المضي قدمًا في تنفيذها معًا. اليوم، الحمد لله، تُعد المبادرة من أهم المبادرات الموجودة لدعم المواهب.
_كيف بدأت الفكرة وما هي التحديات التي واجهتكما؟
بدأنا بالإعلان عن المبادرة واستقبال المواهب في مختلف المجالات، مثل تلاوة القرآن، الإنشاد، الصحافة، التمثيل، الكتابة، التصميم، الإلقاء، الشعر، المونتاج، الإذاعة، الفويس أوفر، الرسم، والتصوير. قدمنا دورات تدريبية مجانية تمامًا في جميع هذه الأقسام. ورغم بعض التحديات مثل الغيرة من المحيطين بنا، إلا أن ذلك كان دليلاً على نجاحنا.
كم يبلغ عدد المواهب التي انضمت إلى مبادرة “اتحاد المواهب” حاليًا؟
عددهم كبير جدًا، ولا يزال في تزايد مستمر بفضل الله.
_كيف يمكن الانضمام لمبادرتكم؟
يمكن الانضمام من خلال غرفة الاستقبال الخاصة بالمبادرة، أو التواصل معي أو مع إسلام أو منة نائب عام المبادرة.
_هل لديكِ مواهب أخرى غير الكتابة؟
نعم، لدي موهبة الإلقاء.
_ كيف اكتشفتِ موهبتكِ ومن كان داعمكِ الأساسي؟
اكتشفت موهبة الكتابة أثناء كتابة خواطري. أما الإلقاء، فأنا لا زلت أتعلمه. الداعم الأساسي لي كان صديقة عمري أسماء، التي كانت دائمًا بجانبي في كل خطوة.
_ ما هي أحلامكِ وأهدافكِ المستقبلية، وما الذي حققتيه حتى الآن؟
حلمي الأساسي هو أن أثبت نفسي بشكل أكبر في مجال الصحافة. أشكر أستاذ أحمد محمود، رئيس إدارة جريدة “إيجيبشيان جارديان”، الذي كان له الفضل في دخولي هذا المجال. وأشكر أستاذ محمد حسن على دعمه المستمر لي.
_من هو مثلكِ الأعلى في الصحافة والأدب؟
في الصحافة، مثلي الأعلى هو الإعلامي القدير الأستاذ أحمد محمود. وفي الشعر، أحب قراءة أعمال الشاعر فاروق جويدة. أما على السوشيال ميديا، فأنا معجبة بالشاعر قارس قطرية والشاعرة أميرة البيلي والشاعر عمرو حسن. وفي الأدب، تأثرت كثيرًا بالكاتبة منة شعبان (طيف) التي استطاعت إثبات نفسها في وقت قصير جدًا.
_ما هي التحديات التي واجهتكِ في عملكِ سواء في الصحافة أو المواهب، وكيف تغلبتِ عليها؟
في الصحافة، كانت المشكلة الأساسية هي نقص المعدات اللازمة في محافظتي، لكن الهاتف كان يكفي في بعض الأحيان لإنجاز العمل. أما في دعم المواهب، فالحمد لله، المبادرة تضم نخبة من أفضل المواهب، وإذا كان هناك أي تقصير، يقوم المدربون بتغطية هذا الجانب.
كيف تعاملتِ مع الانتقادات والإحباطات؟
لم أواجه انتقادات كبيرة، ولكن تعرضت لبعض الإحباطات مثل: لماذا تقومين بهذا العمل مجانًا؟ وما الفائدة من ذلك؟ تعايشت مع هذه التحديات بإصراري على الاستمرار.
_ما هي النصيحة التي تودين توجيهها للمواهب والصحفيين؟
إذا تعرضت للانتقاد، استفد من الجوانب الإيجابية وحاول أن تكون أفضل. تحدَّ نفسك، وكن واثقًا بقدرتك على الوصول، ولا تدع أي شيء يوقف شغفك.
_إذا كنتِ ترغبين في شكر شخص ما، من سيكون هذا الشخص ولماذا؟
أود أن أشكر صديقتي أسماء. مهما شكرتهاأشعر أنني لا أوفيها حقها، لأنها كانت دومًا السند لي بعد الله. هي التي تقويني وتشجعني في الأوقات التي أشعر فيها بفقدان الشغف، وأتمنى أن يدمها الله لي لأنها نعمة وهدية من الله.
نهى محمد، أو “سندريلا”، ليست مجرد كاتبة وصحفية؛ بل هي نموذج للمرأة المصرية التي استطاعت تحويل شغفها إلى رسالة سامية لدعم الآخرين. بقلب نابض بالعطاء والحب، تواصل نهى رحلتها، مصممة على تحقيق المزيد من النجاحات، تاركةً أثرًا دائمًا في عالم الأدب والصحافة.