قنا: سمر مكي
“يا جزر بلادنا البلدي..نور عيونكم في وسط غيم الجزيرة ..فتحت بيوت الغلابة”كلمات يتغني بها مزراعي الجزر البلدي ذات اللون البرتقالي الغامق المعروف في اسواق محافظة قنا بجزر مطيرة البلدي.
حيث يفترش العديد من المزراعن الارض لاقتلاع وحصاد المحصول ، ويبدأون عملهم في الساعات الاولي من الصباح لجلب البركة وينتهون مع حتي مغيب الشمس، ويتم التجميع والغسيل في ثاني يوم لاقتلاعه .
قال علي عبدالراضي، مزراع جزر بلدي ،أن الزراعة تبدأ من شهر سبتمبر ومعروف أن الجزر زراعة شتوية تحتاج الجو البارد بالاضافة الي أنه في الزراعة الشتوية تكون نسبة الغلة أقل من الجو الحار ، ولفت الي أنها تحتاج الي النظافة من الحشائش بشكل دائم حتي يتم النضوج والاقتلاع في غضون شهرين فقط.
ونوه الي أن الزراعة تكون من خلال عمل احواض ويتم رش الغلة وبعدها يكون الاقتلاع من خلال آلة حديدية ، مؤكدا علي أن الزراعة غير مكلفة للمزراع ولا يحتاج الي كميات كبيرة من السماد.
المحراث والجرار يتلف محصول الجزر البلدي
وأشار الي أن استخدام الاله الحادة حتي يكون الجزر كامل بالعروش التي يتم بيعه بها ، وهذا مطلوب من قبل الزبائن بشكل كبير، ولفت الي أنه يرفض الحصاد من خلال جرار او محراث حتي لايتم تقطيعه وتلفه.
وأكد علي أنه رغم صعوبة هذه الطريقة في الاقتلاع الا أنها هي الطريقة الافضل لاستخراج الثمار كاملة دون اي خدوش ،حيث يتم الحفر في مكان الثمرة واستخراجه بشكل كامل بالعرش الذي خرجت منه الثمرة.
وأستطرد سيد أحمد سعد،مزراع جزر، في حديثه الي أنه يعمل في زراعة الجزر منذ نعومة اظافره ولد ونشأ وتربي في غيطان الجزر مع عائلته التي كانت معروفة بزراعة الجزر البلدي.
ارتفاع اسعار غلة الجزر البلدي في قنا
ونوه الي أن الغلة الخاصة بالجزر تصل الي 1300 جنيه ، وفي بعض المرزاعين ونحن منهم مكلفة بالنسبة لنا زراعة الجزر وهناك آخرون يرون أنه غير مكلف كلا بحسب مساحته الزراعية والتسويق الذي يقوم به للمحصول الخاص به.
ونوه الي أن يحتاج الي جوال من السماد وكميات مياه كبيرة ولكن بالنسبة لي زراعة الجزر حياة وهواية منذ نشأة علي تراب هذه الارض وهو الامر الذي يجعلني أتحمل الكثير من الصعاب.
وأشار الي أنه بعد التجميع في الغيط يكون الغسل والتربيط تمهيدا لبيعه في اسواق المركز بقوص او في اسواق المحافظة المختلفة بحسب طلب الزبون ونحن نبيع جملة الربط الكبيرة بها 10 ربط صغيرة سعرها يصل الي 15 جنيها.
شغلانة مصاريف وبس
بتلك الكلمات بدأ مطاوع يحي ، حديثه معنا قائلا :” هي شغلانة مصاريف يدوب بيجب همه وتكلفته لكن ليس مجزي بالنسبة للمزراعين”.
وأكد علي أن عدم وجود مصانع لانتاج مربي الجزر كما هو الحال في وجه بحري والاتكاء علي بيعه في الاسواق للتناول اليومي فقط أصبح أمر مزعج بالنسبة لكثير من الزراعين خاصة الذين عاشوا سنوات طويلة في تلك الزراعة .
70 عاما في زراعة الجزر
وأكد الحاج أحمد سعد، البالغ من العمر 73 عاما ، علي أنه يعمل في زراعة الجزر طوال تلك السنوات وهي بالنسبة له لم تختلف كثيرا عن سابق سنواتها قائلا :” هي هي نفس الزرعة مختلفتش ولكن الاسواق تختلف نوبة ترتفع ونبوة تنخفض”.
وأشار الي أن ربطة الجزر الحالية كانت بجنية واحد وهي حاليا بــ15 جنيها ، وحاليا يباع بالكيلو أيضا نظرا لوجود مصانع مخللات بالمحافظة ولكن ما نحتاجه هو مصانه للمربي سيكون فارق هذا الامر كثيرا مع المزراعين .
مؤكدا علي أن الجزر البلدي في جزيرة مطيرة يختلف عن اي مكان تاني بسبب جودة الارض وقربها من نهر النيل فهي أرض خصبة صالحة لزراعته بشكل كبير وهنا نبدأ في الزراعة من شهر سبتمبر ويستمر حتي شهر يناير من العام الجديد وبعدها يبدأ التقليع في الارض.
